روائع مختارة | قطوف إيمانية | الإعجاز العلمي في القرآن والسنة | تمــدد الكـــون!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة


  تمــدد الكـــون!
     عدد مرات المشاهدة: 2549        عدد مرات الإرسال: 0

¤ قوله تعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}

أحدث الإكتشاف الرهيب الذي توصل إليه العالم الفلكي الأمريكي أدوين هابل عام 1929م إلى إحداث تغيير كبيرفي علوم الفضاء، وبسبب هذا الإكتشاف سمي منظار ناسا الشهير فيما بعد باسم هابل نسبة إلى هذا العالم.

فبينما كان أدوين هابل يراقب النجوم بمنظاره... إكتشف أن لون الطيف الصادر من هذا النجم يتحول إلى اللون الأحمر ومعنى هذا حسب نظريات علم الفيزياء الفلكية astrophysics أنه عندما ينقلب لون الطيف الصادر من جسم سماوي -سوبر نوفا- إلى الأشعة الحمراء... فإن هذا يعني أن النجم يبتعد عن الأرض وأما إذا كان هذا النجم يقترب من الأرض فإن الطيف يظهر اللون الأزرق وكان هذا أول إكتشاف لهابل من ناحية حركة النجوم.

وتابع هابل أبحاثة، فإكتشف أن النجوم لا تبتعد عن الأرض فحسب، بل يبتعد بعضها عن بعض.. بما يشبه البالون عند نفخه، أي أنك إذا رسمت نقاطا على البالون ثم نفخته تجد ان النقاط المنتشرة على سطح تبتعد بعضها عن بعض بما يجعلنا نتصور أن الكون كله يشبه ذلك البالون... وهذا يدل على أن هذا الكون في تمدد دائم كل ثانية...

توصل أدوين هابل بعد ذلك إلى أن الكون يتمدد بإستمرار وبسرعة متزايدة، وإكتشف أيضاً أن المجرات التي ولدت تبتعد عن مركز الانفجار الأول وكذلك تبتعد عن بعضها البعض، هذا الإكتشاف دفع ببعض العلماء الفلكيين الآخرين إلى التساؤل حينذاك حول صحة هذا الإكتشاف وظن معظمهم بأن هابل قد أخطأ، فالفكرة كلها بدت صعبة التصديق لأن ذلك يستوجب الكثير من التغيير في طريقة التفكير التي كان يتبعها العلماء في نشأة الكون وأن الكون ثابت.

وليس هذا فحسب بل إن الكون يتمدد بسرعة تزيد بإطراد... على عكس ما كان يتوقع علماء الفيزياء المتأثرين بقوانين الجاذبية.. إلى أن اقتنعوا بوجود مادة سوداء في الكون لا يرونها وأنها هي السبب وراء تزايد سرعة التمدد...

= فهل أخبر القرآن عن ذلك؟

نعم، لقد أخبر القرآن ذلك... اقرأ في سورة الذاريات هذه الآية الكريمة، يقول الحق تبارك وتعالى: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات:47]

"And the heaven we constructed with strength and indeed we are its expanders"

إن كلمة موسعون تعني الإستمرارية أي أنها دليل على أن الكون مستمر في التمدد، في حين أن العلماء ما زالوا أمام ثلاث نظريات إحداها تقول بأن كثافة المادة (الكتلة/ الطاقة) في الكون أقل من القيمة الحرجة وبالتالي فإن المجرات إفتكت من قوة الجاذبية مما يعني أن الكون سيتمدد إلى ما لا نهاية، فما هي هذه القيمة الحرجة للكثافة؟ إنها تساوي 10 مرفوع للقوة     -29 جرام/سم مكعب أي ما يساوي خمس ذرات هيدروجين في المتر المكعب، وهذا يعد قليلا بالنسبة لكثافة الماء التي تساوي 500 بليون بليون بليون ذرة هيدروجين في المتر المكعب.

وأما النظرية الثانية فتقول إن كثافة المادة في الكون تساوي القيمة الحرجة وفي هذه الحالة فإن الكون يتمدد بفعل الإنفجار الكوني الأول إلا أنه سيتباطأ إلى أن يصبح معدل التمدد صفرا وهذه تسمى نظرية الكون المسطح.

والنظرية الثالثة فتقول إن كثافة المادة في الكون هي أكبر من الكثافة الحرجة وبالتالي فإن قوة الجاذبية ستتغلب وسيبدأ الكون بالإنكماش إلى أن يحصل الإنكماش الأول أو ما يمكن التعبير عنه بلغة القرآن بالرتق بعد الفتق.

غيّر قانون تمدد الكون الذي إكتشفه أدوين هابل الطريقة التي كان علماء الفلك والفيزيائيون يفكرون بها، حيث كان الجميع ينظر إلى الكون أنه ساكن بما فيهم أينشتين، الأمر الذي دعاه إلى وضع ثابت التثاقل -عجلة التثاقل- في قانون النسبية العام كإحتياط أن يظهر شيء جديد يغير هذا القانون. وبعد اكتشاف هابل أن الكون يتمدد الكون، كان لابد لأينشتين أن يمحو ثابت التثاقل من قانونه، وقال في هذا الشأن أن هذه أول مرة أندم فيها على خطأ كبير.

ومن منطلق أن الكون يتمدد... فإنه قابل للإنكماش لأن أي شيء قابل للتمدد.. هو قابل للإنكماش.. مما يدعونا، من حيث الحساب الكمي، أن نعتقد أن الكون كان يوما حجمه مساو للصفر، ومن نفس القانون الكمي لابد وأن تكون طاقتها تساوي اللانهائية.

وحين نعلم أن حجم هذا الكون بدأ من الصفر، فلابد وأن يكون قد جاء من العدم....!

إذن، لابد وأن يكون هناك خالق لهذا الكون أوجده من العدم..! ويقول تعالى في هذا كله: {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء:104].

وتقول نظرية أينشتين... أن إنفجارا حدث لهذه النقطة المتناهية في الصغر نتيجة وجود تلك الطاقة اللانهائية.. يسمي بالانفجار الكوني الأول، وسميت هذه النظرية بنفس المسمى: نظرية الانفجار الكوني الأول...

ومن هذا يسطع تفسير جديد ليفسر سورة الفجر يظهر العلم الحديث ليجدد القرآن ضوءه على العقل البشري المعاصر... بما يواكب خلود هذا القرآن... وهذا ما سنتكلم عنه.. في المقالات المقبلة أن شاء الله.

ولكن هل يمكن أن يكون القرآن قد تكلم عن هذا الحدث العجيب...؟

نعم.. تعالوا معي إلى الآية الكريمة {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30]

Have not these who disbelieved seen that the heavens and the earth are joined entity before we clove them asunder and we made from water every living thing..? will they not then believe

والمتأمل في الآية الكريمة يجد أن ما يراه الإنسان إنفجارا عظيما هو بالنسبة لله تعالى فتقا لرتق... سبحان الله...وهناك عدة أدلة دامغة تؤيد نظرية الإنفجار الكوني العظيم وتجعلها حقيقة كائنة وهي:

* الدليل الأول:

أثبت العلماء بما لا يدع مجالا للشك أن الكون آخذ في الإتساع عن طريق ما يعرف بالإزاحة الحمراء (Red Shift) لأطياف المجرات، وأن سرعة إرتداد المجرات يزداد كلما بعدت عنا، حتى أن سرعة أشباه المجرات -الكوازرات- تبلغ سرعة إرتدادها حوالي تسعة أعشار سرعة الضوء.. أي قرابة 270.000 كيلو متر في الثانية الواحدة، وإذا كان إثبات أن الكون يتسع يُعد أعظم كشف في القرن العشرين، فإن سبب الإتساع مازال يحير العلماء مع أن الأمر هين إذا إندرج تحت قدرة الله الذى يقول: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} [الذاريات:47]. وبما أن الكون يتسع بإستمرار منذ نشأته وحتى الآن فلابد أنه كان في بدايته مضموما، أي رتقا.

* الدليل الثاني:

الإشعاع الكوني الميكرويفي (Cosmic background Radiation) الذي تم رصده، وهذا الإشعاع مصدره الإنفجار العظيم، إنها بقايا أصلية تمثل عينة من الإنفجار الكوني الأول.

وأخيرا:

يقول تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت:53].

لقد وعد الحق تبارك وتعالى أن يري الإنسان.. في حال المستقبل آياته ومعجزاته في هذه الكون -الآفاق- وكذلك في نفسه لأن قوته العظمى تكمن في هذين: آفاق الكون، والنفس البشرية.

لقد وعد الله عبده أن يريه ما كان قد أخفاه عنه في الأيام الخالية.. الذي كان قد بلغ من البعد ما كاد به أن يخفي.. وما كان القرب ما كاد الا يري.

وإن هذه الآيات الإعجازية.. في الآفاق.. قد كانت كائنة، منذ بداية الكون والخلق، أي منذ الانفجار الكوني الأول (Big Bang) ولكنها أغشيت عن أبصارنا.. حتى جاء وقت الإكتشافات العلمية.. فواكب ظهور ووضوح الآية القرآنية الإعجازية مع إكتشاف الآية الكونية.. وذلك حين ظهر التلسكوب في عام 1609م.. وبهذا أرانا الله بوعده الحق الذي كان خفي علينا رؤياه.. فيما مضى.. وهذه التي أشار الحق اليها بكلمة {في الآفاق}.

الكاتب: د. حامد الحامد.

المصدر: موقع البوابة الدينية.